2005/11/01

يوم مشحون بالعاطفة


مارست اليوم أصناف من الحس الشرقي ، ما لذ وطاب ، ألوان طاووس في روحي
ماذا جرى ؟
لا شيء مفتعل ولا طاريء
فقط ، أشتريت بعض الحوائج لأهلي ، "مشكل" من محل حلويات عرفات للعيد ، وهدايا للأولاد ، وأشياء أخرى ...
أخبرت الخادمة بشكل مباغت أني مسافر ، وكذبت عليها في دعابة مُرة أني لن أرجع وعليها أن تبحث عن أشخاص آخرين تعمل لديهم ، صمتت قليلا ثم تسابقت دمعاتها على وجنتيها ، يا للمسكينة !
بدأت ترطن بلغة مبعثرة " كلمتين عربي والباقي مدري وشو" وفهمت منها أنها تعاتبني وتمدحني وتتغزل في وتشتمني ، للأمانة أعجبني الوضع إلا أني سارعت وأخبرتها أني أمزح وسأعود بعد أسبوع وسأعيدها مؤقتا لصاحب المكتب ليحفظها ريثما أعود .
أخذت تبتسم ودموعها لا تزال تسقط بغزارة وأخيرا بدأت تبرر ما جرى : قالت أنها ألفتني كما ألفت عائلة قبلي تسميهم " فيميلي جدّو" وأخذت تتساءل كيف ستصبر عني بعد أن تنتهي الـ أربعة أشهر ، مدة عملها معي كما في العقد ؟ ثم عادت تبكي من جديد ، بل تنتحب .
للحقيقة شعرت بإطراء داخلي ، وأعجبني أن هناك من يحبني إلى هذا الحد ، يحبني ؟ سمه ما شئت إذن .
أما نورة وصباح العراقيات فلي معهم اليوم موقف ليس ببعيد من سابقه
عرفتهم قبل أيام ، دقت إحداهن الجرس تطلب صدقة وأعطيتها " المقسوم" ومن هنا بدأ التعارف
أي تعارف ؟ فقط جاءوا مرة أخرى ودخلتهم عندي وعملت لهم شاي وخرجوا ، واليوم هي المرة الثانية
اليوم دلعتهم حبتين ، كانوا جياع وأمرت لهم بعشاء ، والعديد من أصابع الشكولا الطرية ، تصور تطعم " أنثى" فقيرة حبات شكولا بعد الشبع ؟ أي فضيلة تقوم بها !
المهم ..
نورة فتاة في منتصف العشرين ، ممتلئة ، جميلة ، ولها نبرة باذخة الاشتهاء
صباح فتاة في الرابعة عشر ، لها قوام استثنائي ، جميلة ، لها عينان آسرتان ، إلا أنها تشكو من انحراف أحيانا
هذا الانحراف يحتاج لعملية بسيطة ، وسألتها لمَ لا ؟ وأخبرتني أنها تتوسل أمها للقيام بهذه العملية إلا أن الأخيرة تماطلها لعدم وجود المبلغ الكافي
عندما أخبرتها أني سأدفع تكاليف العملية ، غمرتها نوبة من الفرح كادت تطير بها للسقف
تصور أخذت تزغرط باعلى صوتها .. يا للمسكينة
المهم ، خرجنا وأوصلتهم بسيارتي ، وفي الطريق مررت بمطعم راقي وطلبت عشاء لأطفال نورة ، ودعمت الفرحة بمبلغ سخي كـ عيدية ، إلا أنهما تصران على تسميتها " فطرة" أي زكاة الفطر ، فطرة فطرة ما راح نختلف على اسم : )
في الطريق أخذت صباح تسألني كل دقيقة : متى سترجع ؟ وكم ستظل هناك ؟ وتواصل الأسئلة مثل أمي
يا للمسكينة .
وكل دقيقة أخرى تدعيان لي بأنواع الدعوات ، جميل والله .
كونوا بخير ..

ليست هناك تعليقات: